( رسوم الأطفال وسيلة لقياس الذكاء )
ينبغي استخدام الرسوم كوسيلة لقياس الذكاء على التسليم بأن ارتقاء الطفل ونموه في الرسم يرتبط ارتباطا وثيقاً بنموه العقلي ، فالرسم – بالنسبة له – لغة غير لفظية يعبربها عن مفاهيمه العقلية عن الأشياء ، مستخدما الخطوط والمساحات والأشكال ن ويترجم عن طريقها صور هذه الأشياء ، بخصائصها ، ومميزاتها كما تترائي له ، أو كما استقرت في ذهنه .
ويفترض أن رسم الطفل للأشياء يأخذ مراحل تطورية معينة ، يمكن أن تستدل منها علي درجة نموه العقلي ، حيث يبدأ الطفل بالمرحلة التعددية التي يعنى فيها بحصر الأجزاء أو العناصر المكونة للشئ الذي يرسمه ، وتعدادها وبعثرتها علي ورقة الرسم دون انتظام ، ثم مرحلة تميز العلاقات النسبية بين هذه الأجزاء المكونة للشئ المرسوم وضبطها ، ثم مرحلة أدراك العلاقات المكانية بين أجزاء الرسم ، والمقدرة علي وضع تلك الأجزاء في مواضعها الصحيحة .
كما يفترض أيضاً أن الانتقال التدريجي من مرحلة إلى أخرى بما تتضمنه من عمليات يشير بدرجة ما إلى مستوى معين من مستويات الذكاء كأنما تتطلب كل مرحلة جديدة فيها درجة أعلى من النمو العقلي ، فمع المزيد من النضج تتحسن المقدرة على التعداد، وكذلك المقدرة علي أدراك التناسب ، ومعرفة المواقع أو غيرها من المقدرات ، وبذلك يمكن أن تأُخذ مظاهر هذه المهارات في الرسوم كمؤشرات علي درجات النمو العقلي .
وهكذا ذهب بعض علماء النفس – خاصة المعنيون منهم بقياس الذكاء – إلي أن الفروق في أداء الأطفال ذوى الأعمار المختلفة في الرسم ن لايمكن النظر إليها كدليل علي الاختلاف في نمو مواهبهم واستعداداتهم الإبداعية الفنية فحسب ، وإنما علي الاختلاف في نضجهم العقلي أيضاً .
من الدراسات الأولي لوضع مقياس موضوعي للذكاء وفق المستويات العمرية الزمنية للأطفال عن طريق الرسم ن دراسة ( شويتن )حاول فيها أن يضع مستويات مميزة لكل عمر زمني أو سلسلة تمثل متوسط النتاج للأعمار المتعاقبة ، وقد طلب ( شويتن ) إلي الأطفال أن يرسموا رجلاً من الذاكرة بالطريقة التي تناسبهم ، ثم صحح الرسوم بناء على مقاييس تفصيلية دقيقة تقيس كل جزء من أجزاء الجسم علي حدة .
ثم استخدم ( لوبسين ) طريقة ( شوتين ) في عدة دراسات علي رسوم أطفال المدارس العامة ، وقد أكد ماسبق أن توصل إلية ( شويتن ) من أنة مع اطراد العمر الزمني للطفل فإن نسب أجزاء جسم الإنسان كما تبدو في رسومه تقترب من النسب الطبيعية ، كما تصبح التفاصيل العضوية أكثر وضوحاً .
كما تناول ( لوبسين ) مقارنة رسوم الأطفال (( البلهاء )) إحدى فئات المتخلفين عقلياً – برسوم الأطفال العاديين ، ووجد أن البلهاء أقل إدراكاً لنسب الشكل الإنساني من أقرانهم العاديين في العمر الزمني نفسه .
واعتمادا علي الفكرة التي وضعها ( كلاباريد ) لبحثه الذي عُني فيه بدراسة العلاقة بين كل من الاستعداد للرسم والمقدرة العقلية العامة – كما يستدل عليها من أداء الأعمال المدرسية – فقد وضع ( إيفانوف ) نظاماً لإعطاء درجات لرسوم الأطفال بناء علي مقياس متدرج من ست نقاط لكل من :
- الإحساس بالنسب
- المفاهيم المتخيلة
- القيمة المهارية والفنية
ثم قارن ( ايفانوف ) الدرجات التي أعطاها للرسوم بالتقديرات التي وضعها المدرسون لمدى استعداد الأطفال في العلوم أو المواد المدرسية ، وكذلك لبعض الصفات الخلقية والاجتماعية كالقيم . وقد خلص من ذلك كله إلى أن هناك علاقة إرتباطية موجبة في جميع الحالات .
(( ملاحظة ))
من أهم اختبارات الذكاء عن طريق الرسم هما طريقتان :
1- اختبار ( ارسم رجلاً )
2- اختبار( رسم دراجة )
وسوف أتحدث عنهم بالتفصيل في موضوع أخر أنشاء الله تعالي .